اسباب ظهور الفاروا في شهر فبراير

اسباب ظهور الفاروا في شهر فبراير 

النوزما
اسباب ظهور الفاروا في شهر فبراير.

تعتبر تربية النحل من أكثر الأنشطة الزراعية أهمية حول العالم، لما لها من دور محوري في تلقيح النباتات وتعزيز الإنتاج الزراعي. ورغم وفرة الموارد الغذائية للنحل في فترات معينة، مثل شهر فبراير الذي يميز فصل الشتاء البارد، قد يعاني العديد من مربي النحل من ظهور أمراض تؤثر على صحتهم ونشاطهم. يعد هذا تحدياً كبيراً أمام مربي النحل في هذا الشهر على الرغم من توفر مرعى فائض للنحل، ويثير العديد من الأسئلة حول أسباب هذه الظاهرة وكيفية الوقاية منها.

أهمية النحل في البيئة:

قبل التطرق إلى أسباب الأمراض التي قد تصيب النحل في فبراير، يجب أن نفهم أولاً دور النحل في النظام البيئي. يعد النحل من الملقحات الرئيسية للنباتات الزهرية، وهو عنصر أساسي في دورة الحياة النباتية. ففي الفترة ما بين يناير ومارس، يكون النحل في سبات شتوي تقريباً في بعض المناطق، بينما قد يستمر في بعض المناطق الأخرى في البحث عن الطعام إذا كانت الظروف الجوية ملائمة.

أسباب ظهور أمراض النحل في فبراير رغم توفر المرعى الفائض:

أمراض النحل
ظهور الفاروا في شهر فبراير رغم توفره على مرعى فائض.

  1. التغيرات المناخية والطقس البارد: رغم أن فبراير هو شهر يمكن أن يشهد وفرة من النباتات البرية والمزهرة، إلا أن الطقس البارد في كثير من الأحيان يمثل تحدياً للنحل. البرودة القاسية قد تؤدي إلى تباطؤ النشاط الفسيولوجي للنحل وضعف جهاز المناعة، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض. في بعض الأحيان، يمكن أن يتسبب الطقس البارد بشكل مفاجئ في انخفاض درجات الحرارة بشكل غير متوقع، ما يؤدي إلى تدهور صحتهم.

  2. الإجهاد الشتوي: خلال فصول الشتاء الباردة، يعاني النحل من الإجهاد بسبب قلة الموارد الغذائية وضعف درجات الحرارة، مما يضعف جهاز المناعة لديهم. في فبراير، قد تكون هناك فترات يكون فيها الغذاء قليلاً رغم توفر المرعى الفائض، مما يؤدي إلى نقص في العناصر الغذائية الأساسية.

  3. العدوى الجرثومية والفطرية: الأمراض التي تسببها الجراثيم والفطريات مثل مرض "النوزما" أو "الأميبيات" (Nosema) قد تزداد خلال فصل الشتاء نتيجة لتراكم الرطوبة داخل خلايا النحل. غالباً ما يتم نقل العدوى من النحل المريض إلى الآخرين، مما يسبب انتشار المرض بسرعة. مع وجود مرعى وفير قد يتداخل وجود الحشرات المريضة التي تنقل الأمراض للنحل.

  4. السموم الكيميائية والمبيدات: على الرغم من أن مرعى النحل قد يبدو فائضًا، إلا أن العديد من المزارع تستخدم المبيدات الحشرية أو الأسمدة التي تحتوي على مواد كيميائية ضارة. قد يؤدي تعرض النحل لهذه المواد السامة إلى ضعف مناعته ويجعله عرضة للأمراض.

  5. الآفات والطفيليات: يعتبر "الفاروا" (Varroa destructor) أحد أشهر الطفيليات التي تصيب النحل، ويعيش على امتصاص دم النحل. يمكن أن يشكل هذا الطفيل تهديداً خطيراً على النحل في فبراير حيث قد يتكاثر الفاروا في الظروف الباردة، مما يسبب ضعفاً كبيراً في الخلايا. كما أن الطفيليات الأخرى مثل "أكارين" قد تسهم في تدهور صحة النحل في هذا الشهر.

  6. التغذية الغير كافية: بينما قد يتوفر مرعى فائض للنحل في فبراير، قد يكون النحل غير قادر على الوصول إلى المصادر الغذائية بشكل كافٍ، وخاصة إذا كانت الظروف الجوية غير ملائمة أو إذا كانت النباتات لا تحمل رحيقًا كافيًا بسبب البرودة. يمكن أن يؤدي نقص التغذية إلى ضعف جهاز المناعة للنحل.

  7. الإدارة غير الصحيحة للخلايا: من الممكن أن تتسبب الإدارة غير السليمة للخلايا أو الإهمال في التعامل مع النحل في ظهور الأمراض. سوء تخزين العسل أو تغذية النحل بنوع غير مناسب من الطعام يمكن أن يساهم في تفشي الأمراض. كما أن الإهمال في مراقبة حالة الخلايا ودرجة الرطوبة داخلها قد يعرض النحل للعديد من الأمراض.

كيفية الوقاية والعلاج:

فيروسات النحل
كيفية الوقاية والعلاج.

  1. تحسين إدارة الخلايا: يجب أن يتأكد مربي النحل من أن الخلايا محمية من الرطوبة الزائدة وتأكد من توفير التهوية المناسبة داخل الخلايا لضمان عدم تكون بيئة مناسبة للفطريات والطفيليات.

  2. مراقبة الطفيليات والآفات: يجب مراقبة الطفيليات مثل الفاروا واتخاذ التدابير اللازمة لمكافحتها بشكل دوري. استخدام العلاجات المناسبة مثل الأدوية المضادة للفاروا يمكن أن يكون فعالاً في تقليل انتشار الطفيليات.

  3. التغذية المتوازنة: توفير طعام مناسب وغني بالعناصر الغذائية الأساسية للنحل، وخاصة في فترات الشتاء. يمكن استخدام محاليل السكر أو العسل كإضافات غذائية، بالإضافة إلى توفير البروتينات والفيتامينات.

  4. التحكم في التعرض للمبيدات: يجب على المزارعين التعاون مع مربي النحل لتجنب استخدام المبيدات الحشرية في الفترات التي يحتاج فيها النحل إلى الغذاء. يجب أن تكون الأوقات التي يتم فيها رش المبيدات محددة لتفادي تأثيرها على النحل.

  5. التعامل مع التغيرات المناخية: يمكن أن يساعد تأمين ملجأ دافئ وآمن للنحل خلال فترات البرد في تقليل الإجهاد الشتوي. استخدام المواد العازلة للحرارة وحماية الخلايا من الرياح الباردة قد يساهم في الحفاظ على صحة النحل.

في النهاية 

على الرغم من أن توفر المرعى الفائض في شهر فبراير يبدو أمرًا محبذًا للنحل، فإن العوامل البيئية والطبيعية المتعددة قد تتداخل وتؤدي إلى ظهور الأمراض. ومع مراعاة الاحتياطات السليمة في إدارة الخلايا وتوفير التغذية المناسبة، يمكن لمربي النحل تقليل المخاطر المرتبطة بالأمراض وتحسين صحة خلاياهم في هذا الشهر البارد.

رسالة شكر 

أشكركم جزيل الشكر زوارنا الكرام على قراتكم لهذه المقالة الرائعة، أتمنى أن تنال إعجابكم وتستفدون منها


تعليقات